منذ القدم، شكّلت الأحلام لغزًا حيّر العقول،
وتنازعتها المدارس بين من يراها خيالات نفسٍ مثقلة بالهموم،
ومن يؤمن بأنها رسائل ربانية تأتي في هيئة رموز مبهمة، تحتاج إلى تأويل وتفسير.
الأحلام في الإسلام:
لم تكن الأحلام غريبة على تراثنا الإسلامي، بل حظيت بمكانة عظيمة.
قال النبي ï·؛: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة"،
مما يدل على أن الرؤيا الحق لها دلالات قد تكون إشارات من الله لعبده،
بشرى أو تحذير أو تذكير.
مدارس التفسير:
يرى ابن سيرين أن الحلم ليس مجرد صورة، بل ترجمة لحالة الإنسان،
يرتبط بتقواه أو ذنوبه، وأحيانًا بطعامه ونومه.
أما العلم الحديث، فيرى الأحلام انعكاسًا لمكنونات اللاوعي،
وتفريغًا داخليًا لما يمر به الإنسان في يقظته.
أنواع الرؤى:
رؤيا صادقة: من الله، غالبًا ما تحمل بشائر أو تحذيرات.
حديث نفس: ما يشغل المرء في يومه يظهر في نومه.
أضغاث أحلام: مختلطة، لا معنى لها، تأتي من الشيطان.
لماذا نحلم؟
ربما لتطهير النفس، أو لإيصال رسائل لا تُقال في وضح النهار،
وربما لتذكيرنا أننا لسنا وحدنا في هذا العالم… فهناك عالم غيبي أوسع مما نراه.
التنبه قبل التفسير:
لا تفسر كل حلم.
لا تبوح بكل رؤيا.
التفسير يحتاج علمًا وحكمة، لا يُؤخذ من العابرين أو على عجل.
ختامًا:
الحلم باب... أحيانًا للروح، وأحيانًا للعقل. لا تفتحه إلا عند الحاجة،
ولا تعبث به، فربما يحمل ما لا تدركه عينك، ولا تحتمله نفسك.