الأسباب النفسية وراء تكرار الأحلام
يرى علماء النفس أن الأحلام المتكررة تعكس مشكلات غير محلولة أو مشاعر مكبوتة
يسعى العقل إلى التعامل معها أثناء النوم، كما أنها قد تكون نتيجة لاحتياجات نفسية
لم تلب، مثل الحاجة إلى الشعور بالاستقلال، أو الكفاءة، أو الارتباط بالآخرين، وتشير
الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لا تتحقق لهم هذه الاحتياجات غالبًا ما يرون أحلامًا مزعجة
تحمل طابع الفشل أو الخوف أو السقوط، وفي بعض الحالات، لا يكون السبب هو الاحتياج
النفسي ذاته، بل الموقف الذي سبّب هذا الاحتياج، فمثلًا، قد يشعر الشخص بالوحدة
بسبب خذلان صديق مقرّب، لكنه لا يواجه هذه المشاعر في الواقع، فيتكرر الحلم تعبيرًا
عن الصراع الداخلي المكبوت.
أكثر الأحلام المتكررة شيوعًا
تتشابه رموز الأحلام المتكررة بين الناس حول العالم، إذ تشير الأبحاث إلى أن أغلبها يحمل
طابعًا سلبيًا أو مقلقًا، ومن أكثر الأحلام شيوعًا: الطيران، السقوط من مكان مرتفع، الهروب
من خطر، الحريق، التأخر عن موعد، المطاردة، الاختباء، العزلة، مواجهة كوارث طبيعية
كالأمواج أو البراكين، رؤية أشخاص متوفين، الرسوب في الامتحانات، سقوط الأسنان، أو
الظهور بملابس غير لائقة.
الأحلام المتكررة عند الأطفال
حتى الأطفال يعيشون تجربة الأحلام المتكررة، وغالبًا ما تكون مليئة بالمشاهد المزعجة أو
الخيالية، تشير الدراسات إلى أن نحو 90٪ من أحلام الأطفال المتكررة تحمل طابع الخوف أو
التهديد، ومع مرور الوقت، تتغير طبيعة هذه الأحلام لتصبح أكثر واقعية، فبدلًا من الوحوش
والسحرة، تبدأ بالتركيز على الغرباء أو الحوادث.
عندما تتحول الأحلام المتكررة إلى كوابيس
ليست كل الأحلام المتكررة كوابيس، لكن إن كانت توقظ الشخص من نومه وتتركه في حالة
من الذعر أو القلق، فهي تعتبر كوابيس متكررة، يشعر المصاب بها بتسارع ضربات القلب
والتعرق والخوف الشديد، وتتمحور عادة حول مواقف مثل المطاردة، المرض، الموت، الفشل
أو الحوادث، وعندما تتكرر هذه الكوابيس بشكل يؤثر على جودة النوم والمزاج، قد يكون
الشخص مصابًا باضطراب الكوابيس، وهو حالة تستدعي التدخل العلاجي لأنها تسبب الأرق،
التعب، والقلق من النوم نفسه.
....الموضوع الأصلي