مركز رفع مجاني  



آخر المشاركات

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى دموع العشاق، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد


28-10-2025 02:06 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 24-06-2019
رقم العضوية : 146
المشاركات : 234
الدولة : ارض الشام
الجنس :
تاريخ الميلاد : 9-8-1998
قوة السمعة : 1354
من اي بلد انت : ارض الشام
تم شكره: 193

الأوسمة: 2
مشرفة قسم
مشرفة قسم
التميز
التميز


 
شبهة زواج النبي ﷺ من عائشة

تمهيد:
في الأسبوع الماضي أثارت تصريحات مسيئة للرسول الكريم ﷺ أطلقها سياسيان في الحزب الحاكم في الهند بهاراتي جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناري ندرا مودي.
وبدأت الأزمة بتغريدة نشرها المتحدث باسم الحزب نافين يندال على حسابه الرسمي على تويتر، تساءل فيها عن سبب زواج النبي محمد من السيدة عائشة وهي لم تبلغ حينها عشر سنوات وقال ألا تندرج تلك العلاقة ضمن فئة الاغتصاب؟
وأريد في هذا اللقاء أن أجلي الأمر لإخواني وبيان بطلان شبهة زواجه ﷺ من عائشة.
عناصر الخطبة:
أولا/ كم كان عمر عائشة عند زواجها بالنبي ﷺ؟
ثانيا/ الرد على شبهة زواج النبي من عائشة
ثالثا/ الحكمة من تعدد زوجات الرسول




أولا/ كم كان عمر عائشة عند زواجها بالنبي ﷺ؟
ثبت بحديث في الصحيحين :عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النبيَّ ﷺ تزوَّجها وهي بنتُ ستِّ سنين، وأُدخِلت عليه وهي بنتُ تِسع، ومكثَت عنده تِسعًا) رواه البخاري ومسلم .
ولقد رآها النبي ﷺ زوجاً له قبل أن يتزوجها، والحديث في الصحيحين من حديثها – رضي الله عنها –قال رسول الله ﷺ: (أريتك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة من حرير، ويقول لي الملك :هذه زوجتك) قال: ( فأكشف فأراك أنت ثلاث ليال ، فقلت: (إن يك من عند الله يمضه) .
سرقة: بفتح السين والراء والقاف أي قطعة من حرير.


(إن يك من عند الله يمضه) أي: إن كان ربنا – جل وعلا – قدّر ذلك فسيكون ما قدّر – تبارك وتعالى .
ثانيا/ الرد على شبهة زواج النبي من عائشة
أولا /عائشة رضي الله عنها تزوجها النبي ﷺ وقد تجاوز الخمسين بأربع سنوات، وهو سن لا ينبغي أن يفسر فيه الزواج على أنه محض شهوة وطلب متعة، وإنما تزوج ﷺ بعائشة طلبا لتوثيق العلاقة بينه ﷺ وبين صاحبه أبي بكر رضي الله عنه.
وما كان حبّ الرسول ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها إلاّ امتداداً طبيعياً لحبّه لأبيها رضي الله عنهما.
ولقد سُئل عليه الصلاة والسلام: من أحبّ الناس إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها).
هذه هي السيدة عائشة رضي الله عنها الزوجة الأثيرة عند الرسول ﷺ وأحبّ الناس إليه؛ لم يكن زواجه منها لمجرّد الشهوة ، ولم تكن دوافع الزواج بها المتعة الزوجية بقدر ما كانت غاية ذلك تكريم أبي بكر وإيثاره وإدناؤه إليه وإنزال ابنته أكرم المنازل في بيت النبوّة .
ثانيا / أما قول الطاعنين في سيد البشر ﷺ: كيف جمع النبي بين الطفولة والكهولة، وكيف يتزوج الشيخ الوقور البنت الصغيرة ؟
فالجواب على ذلك أننا لو طبقنا المعايير الغربية على حياتنا نحن المسلمين اليوم، لعدَّ الغربُ كثيرا مما نمارسه غريبا ومستشنعا، فكيف الحال بعادة عند العرب مضى عليها أربعة عشر قرنا من الزمان!!!!
فلم يكن الزواج من الصغيرات مستنكرا في أعرافهم، ولو كان كذلك لعاب كفار ذلك الزمان على النبي ﷺ زواجه من عائشة رضي الله عنها، ولوجهوا إليه سهام النقد والاتهام، ولم ينتظروا حتى يأتي كتاب أمريكا ومستشرقو الغرب ليوجهوا إليه تلك المطاعن.
لقد كان زواج الصغيرات في العرف العربي عادة معروفة، فقد تزوّج عبد المطلب الشيخ الكبير من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي آمنة بنت وهب.
وتزوّج عمر بن الخطّاب رضي الله عنه من بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو في سنّ جدّها، كما أنّ عمر بن الخطّاب عرض بنته الشابة حفصة على أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ الكثير .
وذكر الحافظ ابن كثير في ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان بينه وبين أبيه أحد عشر سنة ومعنى ذلك أن عمرو على الأقل تزوج في العاشرة من عمره !!!
ثالثا/ ينبغي أن يعلم هنا أن بلوغ البنت غير مرتبط بالسن، فقد تبلغ البنت وهي صغيرة، فتظهر عليها علامات البلوغ من الحيض وغيره ولما تبلغ التاسعة .
ومن الثابت طبياً أيضاً أن أول حيضة (menarche) تقع بين سن التاسعة والخامسة عشر، ويجب الانتباه أيضاً إلى أنّ نضوج الفتاة في المناطق الحارّة مبكّر جداً وهو في سنّ الثامنة أو التاسعة عادة، وتتأخّر الفتاة في المناطق الباردة إلى أكثر من ذلك حتى تتجاوز الخامسة عشر.
كل هذه المعطيات تدل على أنه ليس في زواج النبي ﷺ من عائشة رضي الله عنها ما يعيب لا من ناحية العرف الاجتماعي، ولا من ناحية الطب والصحة البدنية .


رابعا/ بل الأعجب من ذلك أن عائشة عندما خطبها الرسول ﷺ لم يكن هو أول المتقدمين لخطبتها بل سبقه غيره ، فقد ذكر المؤرخون أن جبير بن المطعم بن عدي تقدم لخطبة عائشة، غير أنهما خشيا بعد قليل أن يترك ابنهما دين آبائه، ويعتنق الإسلام متأثرًا بأصهاره، فتريثا في الأمر، وبدا لهما أن يرجئاه.
وهنا جاءت خولة بنت حكيم إلى أبي بكر تذكر أن النبي ﷺ يتجه إلى طلب عائشة، وذهب أبو بكر إلى المطعم يسأله: أهو باق على رغبته في خطبتها لابنه؟ فاعتذر إليه، وترك له حرية التصرف.


وعندئذ لم يبق هنالك وعد ولا عهد، وتم زواج محمد ﷺ من بنت أبي بكر!
وعلى هذا فأم المؤمنين كانت في عمر الزواج ، وكانت تطيقه فلا عجب إذا أن يخطبها النبي ﷺ .
إذن عائشة يوم بنى بها الرسول كانت أهلاً للزواج يقينًا، وما نشك في أن الدافع الأول لهذا الزواج كان توثيق العلائق بين النبي الكريم وصاحبه الأول، وهو الدافع لتزوجه من حفصة بنت عمر بن الخطاب لما مات زوجها.
ثالثا/ الحكمة من تعدد زوجات الرسول
لقد جاء الإسلام والزواج بأكثر من واحدة ليس له ضابط ولا قيد ولا شرط، فللرجل أن يتزوج من النساء ما شاء، وكان ذلك في الأمم قديمًا .
حتى يروى في أسفار العهد القديم: أن داود كان له مئة امرأة، وسليمان كان عنده سبعمائة امرأة، وثلاثمائة سرية، ونحن لا نصدق ذلك ولا نكذبه وإنما ذكرته للاستئناس فقط .
فلما جاء الإسلام أبطل الزواج بأكثر من أربعة، وكان الرجل إذا أسلم وعنده أكثر من أربع نسوة، قال له النبي ﷺ: ” اختر منهن أربعًا وطلق سرائرهن ” فلا يبقى في ذمته أكثر من أربع نسوة لا يزيد.
والشرط الذي لابد من توفره في التعدد هو العدل بين نسائه، وإلا اقتصر على الواحدة كما قال تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ). (النساء: 3)، هذا ما جاء به الإسلام.
ولكن الله عز وجل خص النبي ﷺ بشيء دون المؤمنين وهو أن أباح له ما عنده من الزوجات اللاتي تزوجهن، ولم يوجب عليه أن يطلقهن ولا أن يستبدل بهن من أزواج يبقين في ذمته، ولا يزيد عليهن، ولا يبدل واحدة بأخرى:


قال تعالى: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ). (الأحزاب: 52).
والسر في ذلك أن زوجات النبي ﷺ لهن مكانة خاصة، وحرمة متميزة فقد اعتبرهن القرآن ” أمهات ” للمؤمنين جميعًا .


وقال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا). [الأحزاب: 6]
ومن فروع هذه الأمومة الروحية للمؤمنين أن الله حرم عليهن الزواج بعد رسول الله ﷺ فقال: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا) [الأحزاب: 53 ]
ومعنى هذا أن التي طلقها النبي ﷺ ستظل محرومة طول حياتها من الزواج بغيره، مع حرمانها من الانتساب إلى بيت النبوة .
وهذا يعتبر عقوبة لها على ذنب لم تجنه يداها.
ثم لو تصورنا أنه أمر باختيار أربع من نسائه التسع، وتطليق الباقي، لكان اختيار الأربع منهن لأمومة المؤمنين، وحرمت الخمس الأخريات من هذا الشرف، أمرًا في غاية الصعوبة والحرج . فمن من هؤلاء الفضليات يحكم عليها بالإبعاد من الأسرة النبوية، ويسحب منها هذا الشرف الذي اكتسبته ؟
لهذا اقتضت الحكمة الإلهية أن يبقين جميعًا زوجات له، خصوصية للرسول الكريم . واستثناء من القاعدة (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران: 73 ]
أما الزواج من هؤلاء التسع من الأصل، لماذا كان ؟
هذه الزيجات التي أتمها النبي ﷺ كلها ليست لأي غرض مما يتقول المتقولون ويروج المستشرقون، والمبشرون من إفك وكذب على هذا النبي العظيم .


لم تكن الشهوة ولا الناحية **ية هي التي دفعت النبي ﷺ أن يتزوج واحدة من هؤلاء .
ولو كان عند هذا النبي العظيم كما يقول ويفتري الأفاكون الدجالون عليه، لما رأيناه وهو في شبابه وفي عنفوان حياته ومقتبل عمره يتزوج امرأة تكبره بخمسة عشر عامًا؛ فقد كان في الخامسة والعشرين وتزوج خديجة في سن الأربعين ، وقد تزوجت من قبله مرتين ، ولها أولاد من غيره وعاش مع هذه الطاهرة الزكية خديجة شبابه كله أسعد ما يكون الأزواج، حتى ماتت، وظل يثني عليها حتى بعد موتها، ويذكرها بكل حب وتقدير، حتى غارت منها – وهي في قبرها – عائشة رضي الله عنها.


وبعد الثالثة والخمسين من عمره عليه الصلاة والسلام أي بعد أن توفيت خديجة وبعد الهجرة بدأ النبي ﷺ يتزوج نساءه الأخريات، فتزوج سودة بنت زمعة وهي امرأة كبيرة، لتكون ربة بيته.
ثم أراد أن يوثق الصلة بينه وبين صديقه ورفيقه أبي بكر .
ثم رأى أن أبا بكر وعمر وزيرا رسول الله ﷺ ينبغي أن يكون لديه بمنزلة واحدة في ذلك، فتزوج حفصة بنت عمر، كما كان من قبل قد زوج علي بن أبي طالب ابنته فاطمة، وعثمان بن عفان ابنته رقية ثم أم كلثوم.
وحفصة ابنة عمر كانت ثيبًا، وكذلك أم سلمة، تزوجها ثيبًا، حيث مات زوجها أبوسلمة وكانت تظن زوجته أنه ليس هناك من هو أفضل من أبي سلمة . . إذ هاجرت معه، وأوذي كلاهما من أجل الإسلام، وأصابها ما أصابها ، ومات عنها زوجها ، فأوصاها النبي ﷺ أن تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها.
وحين قالت ذلك بعد وفاة زوجها، تساءلت في نفسها: من يكون من الناس خيرًا من أبي سلمة ؟ ! ولكن الله عز وجل عوضها خيرًا منه، وهو محمد رسول الله ﷺ .
فخطبها ليجبر مصيبتها ويجبر كسرها، ويعوضها عن زوجها بعد أن هاجرت وتركت أهلها وعادتهم من أجل الإسلام.
وكذلك تزوج النبي ﷺ جويرية بنت الحارث ليسلم قومها ، ويرغبهم في دين الله .
وذلك أن الصحابة بعد أن أخذوا السبايا في غزوة بني المصطلق وجويرية منهم، علموا أن النبي ﷺ قد تزوج منها، فأعتقوا من عندهم من إماء ومن سبايا لأنهم أصبحوا أصهار النبي عليه الصلاة والسلام ومثلهم لا يسترقون .
وهذه أم حبيبة وهي ابنة أبي سفيان، الذي كان يناوئ المسلمين على رأس المشركين تركت أباها وآثرت الهجرة مع زوجها فرارًا بدينها، ثم توفي عنها زوجها عبيد الله بن جحش. [1]
فماذا يفعل النبي عليه الصلاة والسلام هل يتركها دون رعاية وعناية ؟ كلا بل قام بنفسه ليجبر خاطرها ويهدئ من روعها ، فأرسل إلى النجاشي يوكله عن نفسه في زواجها ويصدقها عنه، وتزوجها وبينه وبينها بحار وقفار جبرًا لحالتها في مثل تلك الغربة .


وهناك حكمة أخرى نذكرها، وهي: أن زواج النبي ﷺ من ابنة أبي سفيان يرجى أن يكون له أثر طيب في نفس أبي سفيان، قد يكفكف من عدائه، ويخفف من غلوائه في محاربة النبي ﷺ بعد أن ربطت بينهما هذه المصاهرة الجديدة.
وقريبا منها صفية بنت حيي بن أخطب : وكان أبوها من أشد أعداء الله حيي بن أخطب قتل بعد غزوة الأحزاب وزوجها كنانة بن أبي الحقيق ، قتل يوم خيبر ، وأُخذت هي مع الأسرى ، فاصطفاها رسول الله ﷺ لنفسه ، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها فاختارت الإسلام .
وكان هدف رسول الله ﷺ من زواجها إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها ، إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها ، ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين اليهود لعله يخفّف عداءهم ، ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها .
تقول صفيّة ” دخلت على النبي ﷺ وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فقلت له : بلغني أن عائشة وحفصة تقولان نحن خير من صفية ، نحن بنات عم رسول الله ﷺ وأزواجه ، فقال : ( ألا قلت : وكيف تكونان خيراً مني ؟ وزوجي محمد وأبي هارون وعمّي موسى ) .





وأما زينب بنت جحش فهي ابنت عمته ﷺ أمها أميمة بنت عبدالمطلب، وكان زيد بن حارثة مولى خديجة وهبته لرسول اللّه ﷺ قبل البعثة وهو ابن ثماني سنوات فأعتقه وتبناه، وكانوا يدعونه زيد بن محمد، وقد زوجه رسول اللّه ﷺ بنت عمته “زينب بنت جحش” إلا أنه كان يشكوها لرسول اللّه ﷺ لعدم التوافق بينهما ، فكان يقول له “أمسك عليك زوجك”: أي لا تطلقها، لكنه لم يطق معاشرتها وطلقها، وبعد أن انقضت عدتها تزوجها رسول اللّه ﷺ بأمر الله لأنه كان أهل الجاهلية يحرمون الزواج من زوجة الابن المتبنى ، ونزل تحريم التبني فكان يدعى بعد ذلك زيد بن حارثة وأراد الله بيان جواز أن يتزوج الرجل من زوجة الابن المتبنى فكان ذلك الزواج.


قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [الأحزاب: 37]
وقد أوحى الله إلى رسوله أن زيداً سيطلق زوجته ويتزوجها بعده، إلا أن النبي ﷺ بالغ في الكتمان وقال لزيد “اتق الله وأمسك عليك زوجك” فعاتبه اللّه على ذلك ، وكانت زينب بعدها تفخر بذلك على سائر أزواج النبي ﷺ فتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من السماء.

ولو بحثنا وراء زواجه من كل نسائه ، لوجدنا أن هناك حكمة هدف إليها النبي ﷺ من زواجه بكل واحدة منهن جميعًا .

فلم يتزوج لشهوة، ولا للذة، ولا لرغبة دنيوية، ولكن لحكم ولمصالح، وليربط الناس بهذا الدين، وبخاصة أن للمصاهرة وللعصبية قيمة كبيرة في بلاد العرب، ولها تأثير وأهمية ، ولذا أراد عليه الصلاة والسلام أن يجمع هؤلاء ويرغبهم في الإسلام، ويربطهم بهذا الدين، ويحل مشكلات اجتماعية وإنسانية كثيرة بهذا الزواج.ومن الحكم أيضا أن تكون نساؤه عليه الصلاة والسلام أمهات المؤمنين، ومعلمات الأمة في الأمور الأسرية والنسائية من بعده يروين عنه حياته الخاصة في بيته كزوج للناس، حتى أخص الخصائص، إذ أنه ليس في حياته أسرار تخفى عن الناس لأنه قدوة للمؤمنين .
ومن الحكم أيضا:
أنه عليه الصلاة والسلام قدوة حسنة للمسلمين في كل ما يتصل بهذه الحياة، سواء كان من أمور الدين أو الدنيا، ومن جملة ذلك معاملة الرجل لزوجه وأهل بيته.
فالمسلم يرى قدوته الصالحة في رسول الله ﷺ إذا كان زوجًا لامرأة ثيب، أو بكر، أو تكبره في السن أو تصغره، أو كانت جميلة أو غير جميلة، أو كانت عربية أو غير عربية، أو بنت صديقه أو بنت عدوه، كل هذه الصور من العلائق الزوجية يجدها الإنسان في حياة النبي محمد ﷺ على أكمل وأفضل وأجمل صورة.فهو قدوة لكل زوج، في حسن العشرة، والتعامل بالمعروف، مع زوجته الواحدة، أو مع أكثر من واحدة، ومهما كانت تلك الزوجة، فلن يعدم زوجها الإرشاد القويم إلى حسن معاشرتها في حياة النبي ﷺ الزوجية.


الخلاصة:
إثارة الشبهة جاءت من إساءة سياسيين في الهند، حيث اتهموا النبي ﷺ بالاغتصاب بسبب زواجه من عائشة رضي الله عنها.
تزوج النبي ﷺ بعائشة وهي بنت 6 سنوات، ودخل بها وهي بنت 9 سنوات.
هذا السن كان آنذاك سنّ بلوغٍ ونضجٍ عند كثير من الفتيات في البيئة الحارة كجزيرة العرب.
دلّت الأحاديث على أن زواج النبي ﷺ بها كان بوحي وإرشاد من الله، إذ رآها في المنام ثلاث مرات.
النبي ﷺ تزوجها وهو ابن 54 عامًا، أي بعد مرحلة الشباب، فالدافع ليس الشهوة.
الغرض الأساس تكريم أبي بكر رضي الله عنه، وتوثيق الصلة به.
الزواج بالصغيرات لم يكن مستنكراً عند العرب ولا عند الأمم، بل كان عرفًا سائداً، ولو كان معيبًا لاعترض عليه المشركون زمنها، وهم أحرص الناس على الطعن بالنبي ﷺ.
البلوغ لا يرتبط بعمر معيّن، بل قد تبلغ الفتاة في التاسعة أو أقل، خاصة في المناطق الحارة.
عائشة رضي الله عنها كانت في عمر الزواج، وقد خطبها قبل النبي ﷺ غيره (جبير بن مطعم).
الحكمة من تعدد زوجات النبي ﷺ
التدرج في تشريع الأحكام (تحريم التبني، إبطال عادة حصر الزواج بلا قيود).
جبر خواطر الأرامل والثيبات وتعويضهن (مثل أم سلمة وحفصة).
توثيق الروابط مع أصحابه (أبي بكر، عمر).
تأليف القلوب ودعوة القبائل (جويرية، صفية، أم حبيبة).
تعليم الأمة أمور الدين والأسرة، فزوجاته صرن أمهات المؤمنين وناقلات لخصوصيات بيته ﷺ.
بيان القدوة في كل صور الحياة الزوجية: مع البكر والثيب، الصغيرة والكبيرة.


توقيع :فيحاء الشام
dryou8mk5v3yqrb


اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وهي صغيرة السن اميرة الورد
1 494 اميرة الورد

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..
















الساعة الآن 01:06 AM



RSS 2.0XML Site MapArchiveTeamContactCalendarStatic Forum
المواضيع الجديدة (2949)